تحكي الأغنية عن الظلم والمعاناة التي يواجهها الكثيرون في العالم، وتستعرض الأوضاع القاسية التي يتعرض لها الفقراء والمهمشون. ولا تقتصر على ذلك، بل تتحدث أيضا عن الأطفال الذين يجدون أنفسهم في السجون، وعن الرجال الذين فقدوا حياتهم بسبب الحروب والصراعات.

وتقوم الأغنية بمقارنة بين حياة الفقير الذي يعاني ويجتهد لكسب قوت يومه، وحياة الأثرياء الذين يقضون وقتهم في اللهو والمتعة دون أن يفكروا في معاناة الآخرين. وتدعو الأغنية لعدم الاستغراب من هذه الحقيقة المؤلمة، وتشير إلى أن العالم قد فقد روحه وأن النوائح والأحزان لا تُقدَر بثمن.

وتعكس الأغنية الظلم والفساد الذي يسيطر على العالم، وتشير إلى أن الديمقراطية والعدالة قد اختفت وأن الطغاة يسيطرون على كل شيء. إنها رسالة قوية تدعو إلى التفكير والتحرك من أجل تغيير هذا الواقع المرير.

في عقد السبعينيات من القرن الماضي، ظهرت مجموعة "ناس الغيوان" في المغرب، ولكن تأثيرها تجاوز الحدود الوطنية ليصل إلى العالم العربي وخارجه. كانت تلك الفترة تشهد نشاطاً سياسياً وفكرياً ملحوظاً في المغرب وفي العالم بأسره، وكانت "ناس الغيوان" تعكس هذا الحراك من خلال أغانيها التي كانت تلامس هموم الشارع المغربي اليومية وقضايا الأمة العربية بشكل عام، وقضية فلسطين بشكل خاص.

لم تقتصر مواضيع أغاني "ناس الغيوان" على الجانب العاطفي فقط، على عكس النمط الغنائي السائد في تلك الحقبة والذي استمر حتى يومنا هذا. بل كانت تتناول قضايا اجتماعية وسياسية ملحة، مما جعلها تلهم الكثيرين لإنشاء مجموعات مشابهة داخل المغرب وخارجه. إن تأثير "ناس الغيوان" كان عميقاً وشاملاً، ولا يزال يلهم الكثيرين حتى اليوم.