مسيرته الفنية

بدأ الفنان فتح الله المغاري مسيرته الفنية في ستينيات القرن الماضي بأغنيته "كأس البلار"، التي كتب كلماتها ولحنها، ومن خلالها أظهر موهبته وأثبت وجوده بين كبار الفنانين. وُلِد في مدينة فاس عام 1940، ونشأ في بيئة فنية تأثرت بالموسيقى الأندلسية والصوفية، مما أثر بشكل كبير في تكوينه الفني.

على الرغم من عمله كموظف في المكتب الوطني للأبحاث المنجمية بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، إلا أن شغفه وحبه للغناء دفعه إلى تقديم أعمال فنية رائعة. أغنيته "كأس البلار" كانت بداية ناجحة لمسيرته الفنية، وأصبحت محط أنظار العديد من المطربين الكبار الذين قاموا بأداء أعماله الفنية.

من بين هؤلاء المطربين الكبار، غنت له الفنانة لطيفة رأفت أغنية "مغيارة"، وأدى الفنان عبد الهادي بلخياط أغنية "في قلبي جرح قديم"، التي نالت إعجاب الفنان الراحل عبد الحليم حافظ خلال زيارته للمغرب. إن إرث الفنان فتح الله المغاري ما زال حاضرًا وملهمًا للعديد من الأجيال في المغرب وخارجه.

عندما أعلن الملك المغربي الراحل الحسن الثاني عن إطلاق مسيرة خضراء نحو الصحراء في خطاب رسمي منتصف سبعينيات القرن الماضي، انتاب الفنان المغربي فتح الله المغاري شعورًا قويًا بالحماس والوطنية، ولم يستطع إلا أن ينهي قصيدة زجلية أفضى فيها بما يحمله من مشاعر واعتزاز.

لم يمر سوى يوم واحد على كتابته لتلك الكلمات حتى تحولت إلى أغنية تم بثها على الإذاعة والتلفزيون بأصوات عدد من المغنيين المغاربة المعروفين حينها. تم تلحينها من قبل الملحن عبد الله عصامي وتوزيعها من قبل مدير الجوق الملكي عبد السلام خشان، وأصبحت واحدة من أشهر الأغاني الوطنية.

رغم مرور عقود على صدور أغنية "نداء الحسن"، إلا أنها ما زالت حاضرة في الوجدان المغربي وفي المناسبات الوطنية، وتحولت إلى ما يشبه النشيد الوطني ولم تستطع أي من الأغاني إزاحتها عن عرش الأغاني الوطنية.