"الماء والخضرة والوجه الحسن"، هذه العبارة التي أصبحت أكثر من مجرد كلمات في أغنية غناها الراحل عبد الحليم حافظ، فهي أصبحت رمزاً للصداقة والتلاحم بين الفنانين والدول.

كانت هذه الأغنية نقطة تحول في حياة الراحل عبد الحليم حافظ، فقد جاءت بعد أزمة كادت أن تهدد صداقته مع جلالة الملك الحسن الثاني، بسبب حفله الفني في الجزائر أمام الرئيس الجزائري وضيفه تشي كيفارا. ولكن بفضل تدخل ذوي النيات الحسنة والصلح بين الراحلين، عاد العندليب الأسمر إلى المغرب مجدداً، وأصبحت الأغنية رمزاً للصداقة والتلاحم بين البلدين.

بعد هذه الأزمة، عاد عبد الحليم حافظ إلى المغرب وفتح صفحة جديدة مع هذه الأرض وملكها وشعبها، وأصبحت أغنيته ليست مجرد أغنية بل رمزاً للصداقة والتلاحم بين الدول. وبهذا الشكل، أصبحت "الماء والخضرة والوجه الحسن" ليست مجرد أغنية، بل رمزاً للوحدة والتلاحم بين الشعوب.

في كل مناسبة تتاح للفنان الكبير عبد الحليم حافظ، سواء في القاهرة أو في الرباط، كان يتكرر موقفه الشجاع والصريح حيال الأزمة التي واجهها بسبب حفله الفني في الجزائر. وكان يردد بكل ثقة وإصرار: "قالوا للملك إن عبد الحليم غنى في الجزائر ضد المغرب.. صحيح أنني غنيت في الجزائر، لكن ليس صحيحا أنني غنيت ضد المغرب".

ومع ذلك، فإن الأكاذيب والوشايات التي تم ترويجها نجحت في البلبلة وإثارة الجدل، مما أدى إلى منع نشر أخباره في الصحف والمجلات المغربية، وحتى منع إذاعة أي أغنية من أغانيه في المغرب. ولكن عبد الحليم حافظ لم يستسلم أمام هذه الظروف الصعبة، بل قرر أن يكتب رسالة مطولة إلى جلالة الملك الحسن الثاني، يشرح فيها الحقيقة ويوضح موقفه وموقفه من الأحداث.

كانت هذه الرسالة تعبيراً عن شجاعته وصدق نية الراحل عبد الحليم حافظ، وكانت محاولة جادة منه لتصحيح الفهم وتوضيح الحقائق. ومن خلال هذه الرسالة، حاول أن يعيد بناء الثقة والتواصل مع العاهل المغربي، وأن يوضح له موقفه الحقيقي ومحبته للمغرب وشعبه.

بهذا الشكل، أثبت عبد الحليم حافظ أنه ليس فقط فناناً عظيماً، بل كان إنساناً يتحلى بالشجاعة والصدق والإخلاص. وبالرغم من التحديات التي واجهها، فإنه استطاع أن يثبت ولاءه ومحبته للمغرب، وأن يصون صداقته مع جلالة الملك الحسن الثاني، وبالتالي استعادة مكانته وسمعته في القلوب والعقول.

"الماء والخضرة والوجه الحسن"، هذا العنوان الشهير الذي ألهمته أغنية الأسطورة عبد الحليم حافظ، سيعود ليحمله فيلم مصري جديد سيبصر النور قريبًا. الفيلم يضم نخبة من نجوم السينما المصرية مثل ليلى علوي ومنة شلبي وباسم سمرة وصابرين، تحت إخراج المبدع يسري نصر الله. ومن المقرر عرض الفيلم، حسبما أكد المنتج أحمد السبكي لصحيفة "اليوم السابع"، خلال احتفالات شم النسيم هذا العام.