نوتة صنعة يا أهل ودي أنتم أملي من نوبة الاصبهان ميزان الدرج بصيغة ميوزيك سكور

نوبة الإصبهان وميزان الدرج من خلال صنعة "يا أهل ودي" – دراسة تحليلية وتأريخية  

 تعد نوبة الإصبهان إحدى الركائز الأساسية في التراث الموسيقي الأندلسي المغربي، التي تجسد امتزاجًا فريدًا بين الروح الصوفية والإبداع الفني. هذه النوبة، المنتمية إلى المدرسة الأندلسية المغربية، تحمل في طياتها تاريخًا موسيقيًا يعود إلى قرون، حيث توارثتها الأجيال كجزء من الهوية الثقافية. في هذا البحث، سنتناول بالتفصيل ميزان الدرج ضمن نوبة الإصبهان، مع التركيز على صنعة "يا أهل ودي أنتم أملي"، وتحليل أبياتها، ودور الحاج محمد باجدوب في إحياء هذا التراث، وأهمية التدوين الموسيقي في الحفاظ عليه.

الفصل الأول: نوبة الإصبهان – التاريخ والبنية     

1.   الأصول التاريخية    

تعود تسمية النوبة إلى منطقة "أصبهان" الإيرانية، حيث اشتهر طبعها الموسيقي بكثرة استخدامه لدى أهلها. وفقًا للمصادر التاريخية، استُخرج لحن طبع أصبهان بواسطة جابر بن الأصعد الأصبهاني، بينما يُنسب طبع الزوركند (المركب من أصبهان والحجاز الكبير) إلى الفيلسوف الأندلسي عبد الرزاق الفيلسوف من قرطبة.  

2.   البنية الموسيقية للنوبة    

تتكون نوبة الإصبهان من خمسة ميازين (إيقاعات):  

- البسيط  

- القائم ونصف  

- البطايحي  

- الدرج  

- القدام  

وتمتاز باحتضانها لطبوعين رئيسيين:   أصبهان   (ذو النغمات الحادة العالية) و  الزوركند   (المزيج بين أصبهان والحجاز الكبير)، الذي يكاد يختفي تحت سيطرة طبع أصبهان كما يظهر قرص الشمس خلف السحب .  

3.   الصنعات والتواشي    

الصنعة هي جزء غنائي مصاحب للميزان، تعتمد على قصائد شعرية تتنوع بين الغزل الصوفي والمواعظ. أما التواشي، فهي معزوفات آلية تُقدم كمداخل موسيقية قبل بدء الميزان، وتلعب دورًا في تحديد الطبع الموسيقي للنوبة .  

الفصل الثاني: ميزان الدرج في نوبة الإصبهان – الخصائص والأداء     

1.   تعريف ميزان الدرج    

يُصنف ميزان الدرج كواحد من الإيقاعات الخمسة المعقدة في الموسيقى الأندلسية، ويتميز بإيقاعه المتوسط السرعة الذي يجمع بين الرصانة والحيوية. يُستخدم هذا الميزان في نوبات متعددة، لكنه في نوبة الإصبهان يأخذ طابعًا خاصًا يعكس رقة الطبعين المكونين لها.  

2.   الأداء والتركيب اللحني    

يعتمد أداء ميزان الدرج على توزيع زمني دقيق للنقرات الإيقاعية، غالبًا ما يُرافق بالعود والكمان والقيثارة. يبدأ الميزان بتوشية آلية تُعرف بـ"توشية الدرج"، تليها الصنعة الغنائية التي تربط بين الإيقاع والكلمات الشعرية.  

الفصل الثالث: تحليل صنعة "يا أهل ودي أنتم أملي"    

1.   النص الكامل للصنعة    

يَـا أهْـلَ وُدِّي أنْـتُـمُ أمَـلِـي وَمَنْ  

نَـادَاكُـمُ يَـا أهْـلِ وُدِّي قَـدْ كُـفي  

عُـودُوا لِـمَا كُنْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الوَفَا  

كَـرَمًـا فَـإنِّـي ذَلِـكَ الخِلُّ الوَفِي  

وَحَـيَـاتِكُمْ وَحَيَاتِكُمْ قَسَمًا وَفِي  

عُـمُـرِي بِـغَـيْرِ حَيَاتِكُمْ لَمْ أحْلِفِ  

لَـوْ أنَّ رُوحِي فِي يَدِي وَوَهَبْتُهَا  

لِـمُـبَـشِّـرِي بِـقُدُومِكُمْ لَمْ أنْصِفِ  

لا تَحْسِبُونِي فِي الهَوَى مُتَصَنّعًا  

كَـلَـفِـي بِـكُـمْ خُـلُـقٌ بِـغَيْرِ تَكَلُّفِ  

     2.   التحليل اللغوي والصوفي    

-   البيت الأول  : "يا أهل ودي..." – يُجسد الشاعر هنا ارتباطه الروحي بالمحبوب (الود)، الذي يمثل الأمل والغاية. كلمة "ود" تُشير إلى الحب الصافي الذي يتجاوز المادية.  

-   البيت الثاني  : "ناداكم..." – التأكيد على أن النداء كافٍ لتحقيق الأمنيات، في إشارة إلى قوة الدعاء أو التوسل الصوفي.  

-   البيت الثالث  : "عودوا..." – دعوة للمحبوب للعودة إلى سابق عهده من الوفاء، مع تلميح إلى مفهوم "العهد الإلهي" في التصوف.  

-   البيت الرابع  : "كرمًا..." – التأكيد على أن الكرم والوفاء هما جوهر العلاقة، وأن الشاعر يلتزم بهذا المبدأ.  

-   البيت السادس  : "لو أن روحي..." – تضحية الشاعر بروحه لمن يُبشره بقدوم المحبوب، تعكس فكرة "الفناء في المحبوب" الصوفية.  

 3.   البناء الإيقاعي واللحني    

تتناغم أبيات الصنعة مع إيقاع ميزان الدرج عبر تقسيمات متوازنة بين الشطرين، مع استخدام زخارف صوتية (مثل المدود في "ودي"، "أملي") تعكس رقة لحن أصبهان. تُؤدى الأبيات بتقاسيم موسيقية على العود تبرز جمالية التواشي الداخلية .  

 الفصل الرابع: الحاج محمد باجدوب – سيد الإنشاد الأندلسي     

1.   السيرة الفنية    

يُعتبر الحاج محمد باجدوب أحد أبرز رواد الإنشاد الأندلسي في المغرب، تميز بأدائه الجزل لطبوع مثل "أصبهان" و"غريبة الحسين". يُلاحظ في أدائه:  

-   الالتزام بالزي التقليدي   (الجلباب والطربوش) كرمز للارتباط بالتراث.  

-   الدمج بين الوقار الديني والإحساس الفني  ، مستمدًا من مدرسة رجال التصوف الأوائل.  

 2.   إسهاماته في نوبة الإصبهان    

أداء باجدوب لصنعة "يا أهل ودي" في ميزان الدرج يُظهر تفاعله مع الإيقاع عبر:  

-   التلوين الصوتي  : تغيير النبرات بين العلو والهمس.  

-   الارتجال المدروس  : خاصة في مقاطع مثل "وحياتكم قسمًا"، حيث يُطيل المدود لتضخيم المعنى العاطفي.  

 الفصل الخامس: أهمية التدوين الموسيقي – موقع نوتة سيبيلوس نموذجًا    

     1.   الهدف من التدوين    

يسهل التدوين على العازفين (المبتدئين والمحترفين) فهم التركيبة اللحنية بدقة، خاصة في ظل خطر ضياع الألحان الشفوية. يُذكر أن تواشي الصنعة كادت تندثر لولا جهود تدوينها .  2.   تحليل تدوين "يا أهل ودي"    

يقدم الموقع النوتة الموسيقية للصنعة مع تفصيل:  

-   الإيقاع  : تدوين نقرات ميزان الدرج باستخدام رموز الإيقاع العالمية.  

-   التوزيع الآلي  : تقسيم الأدوار بين العود والإيقاع والكمان.  

-   التوشيات  : فصل التوشية الآلية عن الصنعة الغنائية، تماشيًا مع إصلاحات أحمد الوكيلي الذي أعاد لها استقلاليتها .  

نوبة الإصبهان، عبر ميزان الدرج وصنعة "يا أهل ودي"، تمثل جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث تحافظ على روحها الصوفية رغم تحديات العصر. جهود مثل تدوين نوتة سيبيلوس وأداء الحاج باجدوب تُذكّرنا بأهمية الحفاظ على هذا التراث كجزء من الهوية العربية الإسلامية.  

 الكلمات المفتاحية    

نوبة الإصبهان، ميزان الدرج، صنعة يا أهل ودي، الإنشاد الأندلسي، الحاج محمد باجدوب، التواشي الأندلسية، التدوين الموسيقي، المدرسة الأندلسية المغربية، الطرب الأندلسي، نوتة سيبيلوس.  

أنقر هنا و اختر الصيغة المناسبة لك

MIDI	PDF	XML	SIB

نود إخباركم أن النسخة المتاحة هي صيغة ب د ف ، أما بقية النسخ فهي بمقابل مادي. بدعمكم نكبر❤ ادعمونا ❤شارك الموقع مع أصدقائك❤